هذا الشاب من أفضل الشباب حيث كان في مقتبل العمر لم يتجاوز 15 سنة
كان شديد الغشمرة والضحك وفي أواخر النصف الدراسي الأول من امتحانات المدرسة
إذا بجميع الطلاب في إجازة لمدة أسبوع استعداداً للإمتحانات وبدءت الامتحانات وحضر جميع الامتحانات
ما عدا امتحان اليوم الأخير فكان عليه امتحان ( حاسوب عملي ) حيث لم يقوم بالدراسة وفي هذا اليوم بدء الجميع
بالصراخ عليه وبالتحديد ( أمه - أخيه الأكبر )بينما هما جالسان في الصالة السفلى فإذا به وهو نازل من غرفته فصرخت عليه والدته وصرخ عليه أخيه وهما
يقولان له : ( الظاهر أنت في آخر امتحان بتسقط ، لأنك ما تدرس ، روح ادرس ) ..فإذا بإجابته : ( لا أنا بكرة عندي امتحان صعب ) فإذا بوالدته : ( شنو امتحان صعب ) ..وقال أخيه
( إلا حاسوب شكلك ما تبي تدرس ) فأجاب مرة أخرى : ( لا بس أحس أن عندي امتحان صعب )
فذهب إلى غرفته الذي كان ينام مع أخيه فيها ونزل بعد دقائق وإذ يقول : ( يما يما تعالي أنتي وأخوي شوفوا شنو سويت في الغرفة )وإذ يرتدي فانيله وسروال فقط لا غير وهو غير عادته أن ينزل من غرفته بهذه الطريقة ،
فذهبت الأم مع ابنها الكبير وكان امامهم هذا الشاب فعندما دخلوا الغرفة
فإذا به يقول : ( يما هاذي ثيابي كله عطيه في ثوابي وهذا كتبي عطيهم في ثوابي ) فقال الأخ الكبير له : ( ليش للحين ما خلصت امتحانات ) فإذا بإجابته : ( بس عطوهم في ثوابي ) ونزلت الأم والأخ الكبير .
وفي الصباح الباكر استيقظ قبل الجميع وبدء بالطرق على باب غرفة أخوته لكي يسلم عليهم فلم يستيقظ له سوى
( أبيه وأمه وأخيه الأكبر ) فإذا يقول لوالدته : ( عيالج ما يبون يفتحون الباب لي )وبدء أبيه بمناداته : يلا تأخرت على الأمتحان فإذا به خرج وقبل خروجه
يقول لأمه : ( يما يما أدعي لي عندي امتحان صعب ) فقالت له والدته : ( الله يوفقك يما ) وخرج إلى نصف حوش البيت ورجع لأمه وقبلها على رأسها وإذا بيه يقول : ( يما أنتي راضية علي ) وإذا هي ترد عليه : ( قلبي وربي راضيين عليك ) وخرج مرة أخرى ورجع
بنفس القول : ( يما انتي راضية علي )وقبل رأسها وإذا هي تجاوبه بنفس الرد وخرج مرة ثالثة
ورجع بنفس القول وإذا بالأم ترد عليه بنفس الرد وهو خارج هذه المرة
وإذ يقول لوالدته : ( يما هاذي جلابيتي البيضاء خلوها بجي وبلبسها وبعد يما سوي لي برياني دجاج خاطري فيه ) وإذا بأبيه يناديه يلا تأخرت عن الامتحان فخرج للامتحان وإذا بأخيه الكبير
معه بالسيارة لكي يوصله مع أبيه إلى المدرسة وأثناء الطريق فإذا
بسؤاله الغريب لأبيه : ( يبا أنا كم عمري )فأجابه أبيه : ( ليش )
فأجاب: ( بس الواحد لين هني وبس وبعد بخلي عمي يطلع لي ليسن بالواسطة ) فقال له أبيه : ( أنا ما بخليه يطلع لك )
وعندما تم توصليه للمدرسة وإذا به يفتح باب أبيه ويبوسه على رأسه ويقول له ( يبا أنت راضي علي )
فإذا أجابت أبيه نفس أجابات أمه ( أي يبا قلبي وربي راضين عليك ) والعجيب أن هذا الشاب من المقربين إلى الأب لدرجة الجنون وبعدها ذهب هذا الشاب إلى باب أخيه ويبوس رأس أخيه ويقول له ( تحمل بعمرك وخذ دواءك )وذهب هذا الشاب
إلى الامتحان ولكن أي امتحان امتحان ( الآخررررررررررررررررة )فقد توفي هذا الشاب وهو راجع إلى البيت بحادث سيارة حيث ركب مع صاحبه الذي
كان يقود السيارة ومعه خمسة من أصدقائه ولم يتوفى أحد غيره أو يصاب أحدهم بكسر أو نزيف
ولكن كان هذا قدره فوصل الخبر إلى أمه وأهله حيث جن جنونهم فذهبوا إلى المشرحة واستلموه وذهبوا به إلى المقبرة
لدفنه لكن ما أكثر الناس عند دفنه فلقد كان هذا الشاب من تصرفاته وتواضعه مع الجميع لا يحسد عليه ومرت الأيام
وأثناء تقبل عزاه في بيت والده
فإذا باليوم الثالث وفي تمام الساعة السادسة صباحاً جاء رجل عسكري يقارب عمره ( 42 ) سنة
فإذا به يسلم ثم يجلس في المجلس وبدء الحديث مع والد الشاب وأثناء الحديث سأل والد الشاب أين الشاب الصغير
الذي كان يخرج من منزلكم لم أره منذ يومين بالمسجد
فقد كان يأتي قبل الأذان ويقرأ القرأن وبعدها يقوم للصلاة ومن ثم يأخذ رجل كبير السن ويوصله إلى منزله ثم يعود
ويدخل البيت فما كان من والد الشاب إلا أن يجيبه : ( أدعي له بالرحمة والمغفرة فقد توفى ) يا الله كم بكى هذا الرجل ..!!
فسبحان الله وبعد أيام اتصل أحد من أصدقاء هذا الشاب المتوفي
يسأل عن الشاب فأجابته والدته لقد توفي ابني فبكى ثم قال أنني كنت مسافر خارج البلاد
وحلمت به أنه في روضة خضراء مع مجموعة من الأطفال يلعبون في مياه نهر كبيرة
وحولهم أشجار خضراء ولقد اشتقت له .
رحم الله هذا الشاب ورحم موتنا وموتى المسلمين