تتحرك العجلات يا حبيبتي ويصفر القطار معلناً ساعة الوداع ...
يبتعد قطارك ببطئ وكأنه مربوط بشريط من لحمي أنا ...
فيضاعف سرعته ليمزقني ويبقيني روحاً مشوهة ...
انظر للقطار يا حبيبتي وهو يبتعد وانادي بأعلى اصواتي واتوسل...
عد يا قطار الغدر وأرجع الي حبيبتي ...
فلا القطار يسمعني ولا الدموع تريحني ...
ولا أملك الا أن الوح في الهواء من بعيد مع السلامة حبيبتي ... مع السلامة ...
يبتعد قطارك باتجاه الافق البعيد ويغيب عن عيني فتظلم دنياي وافقد سيطرتي على السير وراءك فأجلس على حافة الطريق ابكي دون دموع ...
وكأن الدموع تخاف لو سالتها تفضحك انت وتفضحني وكأنها تخاف أن تفضح اجمل قصة حب عرفها العشاق ...
ما اصعب يا حبيبتي ان يدفن الانسان دموعة تحت المقل ...
وما اصعب ان تشنق الكلمات في اعماق الحناجر ...
اريد ان ابكي وخائف واريد ان اصرخ وانادي وخائف ...
خائف من هذه الناس التي لم تعد من بعدك ناس ...
وخائف في هذا المكان الذي لم يعد من بعدك مكان ...
فيا ايتها الغزالة التي بدوني لا تعرف الطريق ...
الانسانة الرائقة التي فيها رفيقي حينما ضاع الرفيق ...
يا حب الحب يا حياة الحياة يا ذات القلب الذي علمني معنى الحنين ...
كيف تركتيني هنا في غربتي وتسافرين ...
حين تركني الاصدقاء هنا لم يتركني غيرك أحد ...
وحين نظرت الى القطار وهو يبتعد عني لم ار فيه سواك احد ...
فكل من كان في القطار هو انت ...
وكل الذين رحلوا عني هم انتي ...
وكل من اشتاق اليه الان هو انت وفقط انت ...
انا يا حبيبتي لا اطمع الان بعودتك الي فأنا اعرف بانك لا ولن تعودين ولكن سنتظر هنا ...
سانتضر هنا عودة القطار فمن يدري ربما سأجد فيه ولو قصاصة ورق تحمل رائحة عطرك ...
فتعيد اللي الروح بعد رحيلها ...