الصداقه ليست تمليكا ياعزيزتي..
تقول الاستاذه مها الصرعاوي (مختصه اجتماعيه): أتساءل بيني وبين نفسي.. لماذا يظن البعض ان الصداقه تمليك,
فصديقتي ليس لها الحق في أن تصادق غيري؟ لماذا يفكرون بهذه الطريق؟ أو يشعرون بأن تلك الصداقه الجديده تهديد
لهم؟
إن الغيرهمن وجود صديقه ثالثه تحتمل أحد هذه الأسباب:
فترة المراهقة وماتحمله من اضطراب في المشاعر, ومن ذلك البحث عن الذات ومحاولة اثباتها؛ فيكون الصديق أقرب
من الوالدين, فقد تكون الفتاة غير اجتماعية, وبالكاد تحصل على صديقة, فترى وقتها أن صديقتها هبة لا يمكن أن تفرط
فيها وأنها نصفها, لا تشعر بالاتزان إلا معها ولا تشعر بنفسها إلا بها؛ لذا فدخول صداقه جديده يهدد هذا الاتزان
والاطمئنان النفسي؛ فتنشأ الغيره ليس (على) صديقتها, انما (من) الجديده والتي ستهز من مكانتها.. ومن هنا أقول
للفتاة:
الصداقة شيء رائع وجميل, ولكن أنتي لوحدك تمثلين كيانا مستقلا بفكرك وشخصيتك, وإذا كانت الصداقه قويه ومتينه؛
فلن يهزها دخول صديقة أخرى, بل استغلي ذلك في إسعاد صديقتك, ويجب أن تثقي في ذاتك, فإن صديقتك ليست
هي كل الحياة وليست الشمس وأنتي في فلكها تدورين, بل أنتما كشمسين..
حب التملك والاستحواذ الذي إن زاد عن حده ووصل الى درجة الاستحواذ المرضي أضر بصاحبه وأضر بالصديق, فهذه
الغيره تدخل صاحبها في دوامة متعبة من المشاعر المتلاطمة, والحل في أن تعي الفتاة أن ليس كل شيء ملك لها,
وأحبب حبيبك هونا ما فعسى أن يكون بغيضك يوما ما!
نعم هو الاعتدال وضبط المشاعر, وعليك أن تؤمني بمدأ (الوفرة) لأن هذا الشعور ما طغى عليك إلا لأنك تخشين
(سرعة نفاذ الأشياء)؛ فهوني على نفسك وارفقي بصديقتك ولا تقيديها ولا تقيدي صداقتكما وثقي أن هذا يؤذيها.
وأسوأ غيرة هي الناشئة عن الحب المفرط فتكون غيرة (على) الصديقة, غيرة الإعجاب وغيرة الحب الزئد, وهذا يجب
أن تقف البنت وقفه صادقة مع نفسها وتتعلق بربها, وعلى الصديقة الانتباه ووضع خط لإيقاف هذا الشعور, وأنقل هنا
كلاما اعجبني: ( الحريه, أن تكون أبيا لا تسلم قلبك إلا لله ولا يلتفت لسواه, ولا تتجاوز ( بحبك عن الحد المعقول حتى
لا تزل قدمك).